بادرته سائله ، أتحبني ؟؟؟
صعقته حين نطقت بها وهي ترنو اليه
بعينها منتظره الجواب ..
فلم يجب بغير الصمت وأومأ بعينه بعيدا عنها وأرّقه السرى ....
لاتتفاجأ أن صادفت شخصا حائرا وعاجزا فلم يملك القرار
الصائب ولا الأداء الواضح ، وستظل المتناقضات قائمة
ما اختلفت القلوب ...
في الوقت الذي تشعر فيه انت ان المسافة بينكما ضيقة جدا
بحسب رؤيتك لها واذا بها ابعد ماتكون مثل المسافة التي
بين المشرقين بعدا ... لماذا التناقض ؟؟؟
لأن اغطية الحجب كانت مسدوله امامه بـ ألوان داكنه
فلا يرى الاشياء على حقيقتها كما تراها انت ببصيرة ثاقبه
وبصر واضح والذي لايرى الا القتامه و السواد فإنه
ينزع الى التشكيك والحيره ويوكل اموره كلها الى التذبذب
والتقهقر اكون او لا اكون ...
عندما يصفعك بمثل هذا السؤال ، فأنك حتما ستتقلب فيه
على مثل حر الجمر ، ويشعثر هدوءك ، ويسهد فكرك
الغافي ، فمهما حاولت التجلد والتصنّع فأنك حتما ستعدم
الصبر..
سوف يتداعى إليك من سؤاله أسئله كثيره لاتسطيع المناص
منها لتهرب عن لهيب لظاها ، كيف بعد هذا العطاء والتفاني
وبسط المشاعر له عجزت أن تستطلع خفايا قلبه وفشلت في
استقطاب كوامنه وتستخرج حقيقته الخابيه التي تهمك
ايحبك ام لا ؟؟؟
ألم تعلم أن الحب من طرف واحد خداج حتى لو نميّته ورعيته
سيظل مبتور الاطراف فلايستطيع السير ولا تقدر ان تنهض به
الى النقطة التي تأمل أن تراه فيها ؟؟؟
كان ينبغي عليك قبل أن يخاتلك بسؤاله أن توضح له ماذا
يمثل لك الحب من أهميه وأن المساس به يعني تخطّي كل
الخطوط الحمراء ، فالمشاعر ليست لقمة تلاك وتتلمّظ ثم
تلفظ ، لماذا لم تحتاط من هذا كله ؟؟؟
أدرك الآن انك متوجس منه ، وأن انفاسه التي تتردد في
المكان تثير مخاوفك وترعبك ، والارض التي وطئها
سابقا قد تغيّرت معالمها وتضاريسها ولم تعد تصلح له ...
وأجزم أن سؤاله الذي أفزعك وأشعل نارا متأججه في
اعماقك لم يقله الا لأنه يراه استلطاف عابر على سبيل
الممازحه لأنك بالنسبة له لاتمثل شيئا ولم يكن يفكر
فيك وفي مشاعرك ولم يدرك مكانته منك وبعبارة
أدق وواضحه هو ( لايحبك )...
فلملم ماتشظّى من انكسارك وغادر ، لأنك ستكون الخاسر
الاول والاخير ...