* المرأة التي تتجرأ بمثل هذا اللفظ لابد أنها لم تقله إلا لأن زوجها يستحق ذلك
بعد استطلاع للرأي بين شريحة من الرجال تبين الاختلاف في ردود الأفعال واختلاف الآراء حول هذه النقطة بالذات فقال البعض: اعتقد أن المرأة التي تتجرأ بمثل هذا اللفظ لابد أنها لم تقله إلا لأن زوجها يستحق ذلك، وإلا لما تجرأت أن تقول مثل هذا الكلام، وأعتقد أنه يجب أن يسكت الرجل ويدرك أن شخصيته ضعيفة ويحاول أن يغير من شخصيته ولكن بدون الضرر بالمرأة، كالطلاق بحيث يجب عليه أن يحاول معرفة أين يكمن الضعف في شخصيته ويقويها، وبعد ذلك أنا متأكد أن الزوجة ستندم ذات يوم على قولها له.
أما الآخر فقال: الرد سيكون مرتبطا ارتباطا وثيقا بتنشئة الرجل، والطريقة التي تعود الرجل عليها في الرد على مثل هذه الأمور، فمعظم عائلاتنا تنشأ الولد بطريقة لا تجعله يتأنى عند توجيه أي إهانة له، بل يسرع إلى رد الفعل العنيف واستعمال اليد أو الألفاظ القاسية كوسيلة لدفع الإهانة، وهناك من يعمل بالمثل الشعبي التقليدي وهو أن تربية المرأة من اختصاص زوجها بعد أهلها طبعا، ولذلك يلجأ إلى العنف كنوع من التربية المطالبة منه أمام المجتمع، وبالصراحة نحن الشرقيون غالبا ما نلجأ إلى العنف بدون تردد، والأغلبية قالت أن العقاب الشديد والضرب هو الرد الوحيد على مثل هذه العبارة المهينة، التي لا يجب أن توجه إلى أي رجل محترم وله قيمة في بيته وأمام زوجته، ولكننا سنعرض أيضا بعض الآراء العقلانية التي طرحها البعض بعيدا عن العقلية القبلية السائدة في مجتمعاتنا.
وكان لهذا الرجل رأي آخر حول الموضوع! البعض ينحاز للرجل فقط لأنه رجل، والبعض الآخر للمرأة لأنها امرأة، وغفلنا عن الأهم وهو السبب الذي دفعها لإطلاق هذه الكلمة.. ومن خلاله سيكون التقويم والرد المناسب والصحيح لكلمتها، والتعامل معها بإنصاف، وتحمل عواقب ما تفوهت به.. هل يستحق فعلاً أم لا يستحق؟ فلكل فعل ردة فعل توازيه بنفس الحجم والقوة.
نادرا ما نجد رجلا يعترف أنه ليس برجل بمعنى الرجولة بمحتواها الخلق.. لم أسمع في حياتي عن رجل يعترف ويقول لزوجته نعم.. كما قلتِ يا حبيبتي ،أنا لم أكن رجلا حين فعلت كذا وكذا من الأخطاء في حقك، ربما نسمعها كثيرا في الأفلام والروايات البعيدة عن الواقع مع أن اعترافه لها سيعظم من شأنه في نظرها ويجعلها تذوب أمام أعتاب هذا الاعتراف الكبير الخطير جدا وحتما هذا الذوبان سيكون في صالحه.. إذ أن الذوبان بداية لدفء كبير قادم.. ولكن يبدو أن "بعض" الرجال لا يهمهم أمر الدفء ولا أمر الذوبان، وفي لحظة التفاف أعاصير الكلمة الجارحة تضيع الحكمة عن عقولهم وتسيطر شهوة الكبرياء والتعالي على مراكز التحكم فيصرخون بهستيرية التنين الغاضب أنا رجل رغم أنفك!
ثم يثبتون لها الرجولة بمفهوم رجل الكهف ويحصل التصادم بين الفعل وردة الفعل ويرتفع حزام البطولة معلناً فوز رجولة الجسد على رجولة الخلق.