بسم الله الرحمن الرحيــم.
موقفان بين يدي الله
قال ابن القيم - رحمه الله - :
للعبد بين يدي الله موقفان :
موقــف بين يديــه في الصـلاة، ومـوقـف بين يديـه يوم لقائـه. فمن قـام بحـق الموقـف الأول هون عليه الموقف الآخـر، ومن استهـان بهذا الموقف ولم يوفه حقـه شدد عليه ذلك الموقف. ( الفوائد : ص 274 ).
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :
الصـلاة صلة بين العبـد وربه يقف بين يديـه مكبـراً معظمـاً يتلو كتابـه ويسبحـه ويعظمـه ويسألـه من حاجـات دينه ودنيـاه ماشـاء؛ جديـر بمن كان متصلاً بربه أن ينسى كل شيء دونه، وأن يكون حين هذه الصلـة خاشعـاً قانتـاً مستريحـاً ولذلك كانت الصلاة قرة أعيـن العارفين وراحة قلوبهم، لما يجدون فيها من اللذة والأنس بربهـم ومعبودهم ومحبوبهم.
جدير بمن اتصل بربه أن يخرج من صلاته بقلب غير القلب الذي دخلها فيها، وأن يخرج منها مملوءاً قلبه فرحاً وسروراً وإنابة إلى ربه وإيماناً .
ولذلك كانت الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر لما يحصل للقلب منها من النور والإيمان والإنابة .
جدير بمن عرف حقيقة الصلاة وفائدتها وثمراتها أن تكون أكبر همه وأن يكون منتظراً إليها مشتاقاً إليها
ينتظر تلك الساعة بغاية الشوق حتى إذا بلغها ظفر بمطلوبه، واتصل اتصالاً كاملاً بمحبوبه .
.(الضياء اللامع من الخطب الجوامع ، ص 123).
موقفان بين يدي الله