صــورتـان لـمـقـبـرة بــدر
عـن عـبـيـد الله بـن عـبـد الله عـن بـن عـبـاس قـال : تـنـفـل رســول الله صـلـى الله عـلـيـه وســلـم ســيـفـه ذا الـفـقـار يـوم بــدر. أخـبـرنـا عـتـاب بـن زيـاد أخـبـرنا عـبـد الله بـن الـمـبـارك أخـبـرنـا هـشــام بـن عـروة عـن عـبـاد بـن حـمـزة بـن الـزبـيـر قـال : نـزلـت الـمـلائـكـة يـوم بــدر عـلـيـهـم عـمـائـم صـفـر وكـان عـلـى الـزبـيـر يـوم بــدر ربـطـة صـفـراء قـد اعـتـجـر بـهـا. أخـبـرنـا عـتـاب بـن زيـاد بـن الـمـبـارك أخـبـرنـا أبـو بـكـر بـن أبـي مـريـم الـغـســانـي عـن عـطـيـة بـن قـيـس قـال : لـمـا فـرغ الـنـبـي صـلـى الله عـلـيـه وســلـم مـن قـتـال أهـل بــدر أتـاه جـبـريـل عـلـى فـرس أنـثـى حـمـراء عـاقـدا نـاصـيـتـه يـعـنـي جـبـريـل عـلـيـه درعـه ومـعـه رمـحـه قـد عـصـم ثـنـيـتـه الـغـبـار فـقـال : يـا مـحـمـد إن الله تـبـارك وتـعـالـى بـعـثـنـي إلـيـك وأمـرنـي أن لا أفـارقـك حـتـى تـرضـى هـل رضـيـت. قـال : نـعـم رضـيـت. فـانـصـرف..قال الله تعالى :
(( وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ))
قال تعالى :
{ وَيُنَزّلُ عَلَيْكُم مّن السَّمَآء مَآء لّيُطَهّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطـانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبّتَ بِهِ الاْقْدَامَ }
قـدم الـنـبـي صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم مـن الـمـديـنـة مـن هـذا الـطـريـق ( الـسـهـم فـي الـصـور)
عـســكـر الـنـبـي صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم فـي هـذه الـمـنـطـقـة
و هـذا الـكـثـيـب مـن الـرمـل هـو الـعـدوة الـدنـيـا الـمـذكـورة فـي قـولـه الله تـعـالـى :
(( إذ انـتـم بـالـعـدوة الـدنـيـا ... )) الآيـة
و لـنـأخـذ جـولـة فـي الـمـكـان و لـنـتـأمـل الـصـورة الـتـالـيـة
الـسـهـم الأيـمـن يـؤشــر عـلـى الـعـدوة الـدنـيـا و فـي ســفـحـهـا مـعـســكـر الـمـسـلـمـيـن
الـسـهـم الأوســط يـؤشــر عـلـى طـريـق الـقـوافـل
وهـو الـطريـق الـذي كـان ســيـمـر مـنـه أبـو ســفـيـان بـالـقـافـلـة
الـسـهـم الأيـسـر يـؤشــر عـلـى جـبـل الـمـلائـكـة
جـبـل الـمـلائـكـة و ســبـب الـتـســمـيـة )
دعـا الـنـبـي صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم مـن الـعـريـش بـالـنـصـرة لـلـمـســلـمـيـن و ألـح عـلـى الله فـي الـدعـاء حـتـى أكـرم الله هـذه الأمـة بـحـدث عـظـيـم لـم يـحـدث مـن قـبـل و لا مـن بـعـد حـيـث نـزلـت الـمـلائـكـة عـلـى هـذا الـجـبـل. يـقـول الله تـعـالـى عـن هـذا الـحـدث : (( إذ تـسـتـغـيـثـون ربـكـم , فـاســتـجـاب لـكـم أنـي مـمـدكـم بـألـف مـن الـمـلائـكـة مـردفـيـن . ومـا جـعـلـه الله إلا بـشــرى , ولـتـطـمـئـن بـه قـلـوبـكـم , ومـا الـنـصـر إلا مـن عـنـد الله , إن الله عـزيـز حـكـيـم )). و أمــدَّ الله نـبـيّـه صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم بـألـف مـن الـمـلائـكـة , فـكـان جـبـريـل عـلـيـه الـســلام فـي خـمـســمـائـة مـجـنـبـة , ومـيـكـائـيـل عـلـيـه الـســلام فـي خـمـســمـائـة مـجـنـبـة " . . قـال ابـن إســحـاق : وقـد خـفـق رســول الله صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم خـفـقـة وهـو فـي الـعـريـش , ثـم انـتـبـه , فـقـال : " أبـشــر يـا أبـا بـكـر , أتـاك نـصـر الله . هـذا جـبـريـل آخـذاً بـعـنـان فـرس يـقـوده , عـلـى ثـنـايـاه الـنـقـع " يـعـنـي الـغـبـار.
الله أكـبـر ... الله أكـبـر ... فـلـنـتـخـيـل إخـوانـي الأعـزاء قـوة الـمـنـظـر جـيـش الـمـلائـكـة بـقـيـادة ســيـد الـمـلائـكـة جـبـريـل عـلـيـه الـســلام قـادم إلـى أرض الـمـعـركـة لـيـنـضـم إلـى جـيـش الـمـؤمـنـيـن بـقـيـادة خـيـر الـبـشــر صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم
و أمـا الـمـشــركـيـن فـكـانـوا فـي الـعـدوة الـقـصـوى ( الـمـشـار إلـيـهـا بـالـسـهـم )
الـمـذكـورة فـي قـولـه تـعـالـى : (( و هـم بـالـعـدوة الـقـصـوى ... )) الآيـة
انـتـقـل الـجـيـش الإســلامـي إلـى هـذا الـمـكـان تـقـريـبـاً
الـمـكـان مـن زاويـة أخـرى
( و يـظـهـر فـي الـصـورة الـعـدوة الـدنـيـا و جـبـل الـمـلائـكـة و مـكـان الـمـعـســكـر الـجـديـد )
صــورة لـمـديـنـة بــدر الـقـديـمـة
أشــار ســيـدنـا ســعـد بـن مـعـاذ بـمـشــورة فـقـال رضـي الله عـنـه : إنـا خـلـفـنـا مـن قـومـنـا قـومـاً مـا نـحـن بـأشــد حـبـاً لـك مـنـهـم , ولا أطـوع لـك مـنـهـم ; ولـكـن إنـمـا ظـنـوا أنـهـا الـعـيـر . نـبـنـي لـك عـريـشــاً فـتـكـون فـيـه , ونـعـد عـنـدك رواحـلـك , ثـم نـلـقـى عـدونـا , فـإن أعـزنـا الله وأظـهـرنـا عـلـى عـدونـا كـان ذلـك مـا أحـبـبـنـاه , وإن تـكـن الأخـرى جـلـســت عـلـى رواحـلـك فـلـحـقـت مـن وراءنـا . . فـقـال لـه الـنـبـي صـلـى الله عـلـيـه وســلـم خـيـراً . وقـال : " أو يـقـضـي الله خـيـراً مـن ذلـك يـا ســعـد ". فـبـنـي لـلـنـبـي صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم عـريـشــاً . و الـمـكـان مـعـروف إلـى الآن و بـنـي فـي مـكـان الـعـريـش مـســجـد.
مـوقـع مـجـاور لـمـســجـد الـعـريـش وشــهـداء بــدر رضـوان الله عـلـيـهـم
مـسـجـد الـعـريـش حـيـث كـان الـمـكـان الـذي يـديـرمـنـه الـرسـول صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم الـمـعـركـة
[size=16]مـســجـد الـعـريـش مـن الـداخـل
فـي الـحـديـث : جـاء جـبـريـل إلـى الـنـبـي صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم فـقـال : مـا تـعـدون أهـل بــدر فـيـكـم ؟ قـال : " مـن أفـضـل الـمـســلـمـيـن " - أو كـلـمـة نـحـوهـا - قـال : " وكـذلـك مـن شــهـد بــدراً مـن الـمـلائـكـة " [ انـفـرد بـإخـراجـه الـبـخـاري ].
و مـا هـي إلا فـتـرة يـســيـرة تـقـدر بـســاعـتـيـن فـقـط ، حـتـى انـتـهـت الـمـعـركـة بـنـصـر و إعـزاز لـلـمـســلـمـيـن و هـزيـمـة ســاحـقـة لـلـكـفـر و أهـلـه.